¤ الســـؤال:
في عائلتنا: ينبغي عليّ أن أقبّل يد أعمامي وأخوالي، كنوع من إظهار الإحترام لكبار الأسرة، فهل هذا جائز شرعاً؟
* الجـــواب:
الحمد لله
تقبيل يد الوالد أو الوالدة، أو العم أو الخال، أو الشيخ، إذا كان على وجه التوقير والإحترام والإكرام: جائز لا حرج فيه، ما لم يؤد إلى مفسدة ظاهرة، فيمنع لأجل المفسدة الراجحة.
قال البهوتي رحمه الله في -كشاف القناع 2/ 157: " يُبَاحُ تَقْبِيلُ الْيَدِ وَالرَّأْسِ: تَدَيُّنًا، وَإِكْرَامًا، وَاحْتِرَامًا، مَعَ أَمْنِ الشَّهْوَةِ، وَظَاهِرُهُ: عَدَمُ إبَاحَتِهِ لِأَمْرِ الدُّنْيَا، وَعَلَيْهِ يُحْمَلُ النَّهْيُ...إنتهى.
وجاء في -الموسوعة الفقهية 13/ 131: يَجُوزُ تَقْبِيل يَدِ الْعَالِمِ الْوَرِعِ، وَالسُّلْطَانِ الْعَادِل، وَتَقْبِيل يَدِ الْوَالِدَيْنِ، وَالأْسْتَاذِ، وَكُل مَنْ يَسْتَحِقُّ التَّعْظِيمَ وَالإْكْرَامَ، كَمَا يَجُوزُ تَقْبِيل الرَّأْسِ وَالْجَبْهَةِ وَبَيْنَ الْعَيْنَيْنِ، وَلَكِنْ كُل ذَلِكَ إِذَا كَانَ عَلَى وَجْهِ الْمَبَرَّةِ وَالإْكْرَامِ، أَوِ الشَّفَقَةِ عِنْدَ اللِّقَاءِ وَالْوَدَاعِ، وَتَدَيُّنًا وَاحْتِرَامًا مَعَ أَمْنِ الشَّهْوَةِ.
قَال ابْنُ بَطَّالٍ: أَنْكَرَ مَالِكٌ تَقْبِيل الْيَدِ، وَأَنْكَرَ مَا رُوِيَ فِيهِ، قَال الأْبْهَرِيُّ: وَإِنَّمَا كَرِهَهُ مَالِكٌ إِذَا كَانَ عَلَى وَجْهِ التَّعْظِيمِ وَالتَّكَبُّرِ، وَأَمَّا إِذَا كَانَ عَلَى وَجْهِ الْقُرْبَةِ إِلَى اللَّهِ لِدِينِهِ أَوْ لِعِلْمِهِ أَوْ لِشَرَفِهِ: فَإِنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ... إنتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: تقبيل اليد احتراماً لمن هو أهل للإحترام، كالأب، والشيخ الكبير، والمعلم: لا بأس به، إلا إذا خيف من الضرر: وهو أن الذي قبلت يده يعجب بنفسه، ويرى أنه في مقامٍ عالٍ، فهنا نمنعها لأجل هذه المفسدة... إنتهى من -لقاء الباب المفتوح 177/ 30 بترقيم الشاملة.
وسئل ابن جبرين رحمه الله: قبيل يد من له فضل كالمعلم ونحوه؟ وما حكم تقبيل يد العم والخال وغيرهما من كبار السن؟
فأجاب: نرى جواز ذلك إذا كان على وجه الإحترام والتوقير، للوالدين والعلماء وذوي الفضل وكبار الأسنان من الأقارب ونحوهم، وقد ألف في ذلك ابن الأعرابي رسالة في أحكام تقبيل اليد ونحوها، فليرجع إليها.
ومتى كان هذا التقبيل للأقارب المُسنين وذوي الفضل: فإنه يكون إحترامًا ولا يكون تذللا، ولا يكون تعظيمًا، وقد رأينا بعض مشائخنا يُنكرون ذلك ويمنعونه، وذلك منهم من باب التواضع، لا لتحريمه فيما يظهر، والله أعلم... إنتهى
https://ar-ar.facebook.com/benjebreen/posts/503781059706971
فعلى ما تقدم:
لا حرج في تقبيل يد العم أو الخال، إذا كان ذلك على وجه الإحترام والتوقير والإكرام.
والله أعلم.
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب.